في سباق الذكاء الاصطناعي، تشهد الصناعة تنافساً شديداً بين عدد من الشركات التقنية الكبرى، بدءًا من مايكروسوفت وميتا وأبل، وصولاً إلى شركة أوبن إيه آي التي أصبحت علامة عالمية بفضل تقنية تشات جي بي تي. منذ نهاية عام 2022، أصبح الذكاء الاصطناعي محور اهتمام هذه الشركات، خاصة مع انتشار تقنية تشات جي بي تي، التي تبرز قدرة الذكاء الاصطناعي على إنتاج محتوى جديد بشكل توليدي.

في هذا السياق، تتسابق الشركات لبناء نماذج لغوية قوية تعمل على تشغيل برامج الدردشة الآلية، وتستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي في تطوير منتجاتها. وبالتالي، أصبح تشات جي بي تي معياراً لقوة الأداة الذكية المقدمة، مما يدفع كل شركة جديدة لمقارنة منتجاتها بهذه التقنية الرائدة.

من جانبها، أعلنت شركة أنثروبيك عن برنامج كلود تشاتبوت للتنافس مباشرة مع تشات جي بي تي، مما يظهر تطوراً في جودة الإجابات وسهولة القراءة. ولم تتوقف هذه المنافسة عند الشركات الكبيرة فقط، بل شهدنا مشاركة إيلون ماسك مع شركته الناشئة في هذا السباق، من خلال إطلاق برنامج غروك.

من جانبها، أطلقت ميتا برنامجها ميتا إيه آي تشاتبوت للتنافس مع تشات جي بي تي، وكشفت ميزات جديدة مع ثلاث إصدارات مختلفة. وتحاول شركة غوغل أيضًا الدخول في هذا السباق مع برنامجها جيميني، الذي يدعم الوسائط المتعددة، ولكنها تواجه تحدياً في هذا الصدد.

من ناحية أخرى، قامت مايكروسوفت بإطلاق برنامج كوبايلوت، وهو الأمر الذي أدى إلى زيادة إيرادات الشركة بشكل كبير. وفي محاولة للتحدي، تطورت أوبن إيه آي بنموذج جي بي تي 4 أو الجديد، الذي يعتبر تحديثاً لروبوت الدردشة.

تتقدم الدول العربية في سباق التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، حيث قامت الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية بجهود كبيرة في تطوير بنية تحتية تقنية وتشريعات تشجيعية لجذب المستثمرين العالميين. كما استثمرت في شراكات مع كبرى الشركات التقنية مثل أوراكل وغوغل وأمازون. يتمثل هذا التقدم في عدة مشاريع وصفقات، بما في ذلك شراء آلاف الرقائق الإلكترونية الذكية والاستثمار في شركات تقنية محلية، مما يعكس التزام الدولتين بتعزيز مكانتهما في عالم التكنولوجيا.

من المهم أن نلاحظ أن الشركات لا تتوقف فقط عند تطوير تلك البرامج، بل تسعى أيضاً لاستثمار الذكاء الاصطناعي في بناء مراكز بيانات وتدريب الأفراد على هذه التقنية. وفي النهاية، يتضح أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد ميزة تقنية، بل أصبح عاملاً أساسياً في زيادة الإيرادات وتعزيز النمو للشركات التقنية.